نصائح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 

فإن شهر رمضان المبارك هو موسم السنة الذي تشرئب إليه قلوب المؤمنين، وتتوق إليه نفوس الصالحين، ويتحراه بكل اشتياق أصحاب الهمم العالية الذين يريدون الازدياد من الفضائل، فهو شهر مبارك يفتح الله فيه أبواب الخير، ويغلق فيه أبواب الشر، ويصفد فيه مردة الشياطين، ويقال فيه لباغي الخير أقبل، ولباغي الشر أقصر، وتضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، وتستجاب فيه الدعوات، وتمحى فيه السيئات، ويتجاوز الله فيه عن العظائم، ولله في كل يوم منه عتقاء من النار.
وكل هذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستفيض بين عامة المسلمين وخاصتهم.
فعلى المؤمن الذي يرجو الله والدار الآخرة أن يستغل أوقات هذا الشهر المبارك في طاعة الله تعالى، وأن يتفرغ لذلك قدر استطاعته، فالكيس الحاذق يتحين الفرص، ويتربص الموسم حتى لا يخسر في مواطن الربح.
وإن أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وأخراه في هذا الموسم العظيم:
1- الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده، وصدق التوجه إليه، وتجديد التوبة النصوح إليه سبحانه وتعالى.
2- إمعان النظر في حديث الله تعالى في كتابه العزيز عن هذا الشهر المبارك، وعن العبادة التي شرعها فيه، وما خصه الله تعالى به من الفضائل، مما يدل دلالة جلية على عظم قدره عنده سبحانه وتعالى وعلو شأنه، فقد اختاره طرفاً لإنزال القرآن، وحصول الأحداث العظام التي غيرت وجه التاريخ، كوقعة بدر الكبرى، والفتح الأكبر فتح مكة…
3- إمعان النظر فيما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل لهذا الشهر المبارك، وكثرة ما رغب في الأعمال الصالحات فيه.

4- إمعان النظر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وهدى صحابته والسلف الصالح بعدهم رضوان الله على الجميع، ففي ذلك شحذ للهمم، واستنهاض للعزائم، واستثارة لكوامن الخير في المسلم.
5- إعداد العدة له قبل دخوله، والتفرغ له مما لا بد منه من شؤون الحياة الضرورية.
6- تنظيم الوقت وتقسيمه تقسيماً دقيقاً محكماً بحيث يجعل جزءاً منه لتدبير شؤون معاشه التي لا بد له منها، وجزءاً آخر لأوراده اليومية وأذكاره الصباحية والمسائية، فإن ذلك مما يحفظ على المرء وقته بإذن الله تعالى.
وجزءاً منه لنوافل عبادته الأخرى من صلاة وذكر ودعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وجزءاً أكبر من وقته لتلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه، فإن بين هذا الشهر وبين القرآن علاقة وارتباطاً قوياً يلحظ ذلك في حديث القرآن عن رمضان، وفي هديه صلى الله عليه وسلم فيه.
الصحبة الصالحة التي تعين المرء على الخير وتبعده عن الشر. ومما نوصي به كل مسلم أن يقرأ كتاب الصيام من دواوين السنة وكتب الفضائل، مثل: الترغيب والترهيب للمنذري.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان. ونهيب بكل مسلم في هذا الشهر المبارك أن يلح بالدعاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يردها الله إلى دينها رداً جميلاً، وأن يجمع كلمتها، ويوحد صفوفها، وأن يرفع لها راية التوحيد والجهاد تلتف حولها وتسير تحت ظلها، إنه على ذلك قدير وهو بإجابة من دعاه جدير. والله أعلم .

Share this:

JOIN CONVERSATION

    Blogger Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق